الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رياض الشّعيبي (قيادي سابق في حركة النهضة): مازلنا بحاجة الى قوانين تمنع عودة المنظومة القديمة الى المشهد

نشر في  12 مارس 2014  (11:17)

منذ اعلان استقالته من حركة النهضة قلّل رياض الشعيبي من ظهوره الإعلامي وتصريحاته الصّحفية، في حوار خاطف أجريناه معه، كشف لنا الشعيبي وجهته القادمة ومشروع حزبه الذي يطبخ على نار هادئة، ولم يفوّت  الفرصة ليبيّن لنا موقفه من عودة الحزب القديم الى سطح الأحداث ومواضيع أخرى تكتشفونها تباعا في هذا الحوار..

يتساءل الكثيرون هل غادرت عالم السياسة نهائيّا؟
ـ لا أعتقد انني بعد 30 سنة من النّشاط السياسي بما فيها من معاناة ومن لحظات فرح ومن سجن وملاحقة أمنية ومراقبة ادارية استطيع التفرّغ لأمر آخر، فقط أنا اخترت في المدة الماضية مراجعة تجربتي السياسيّة مع حركة النهضة التي أعلنت استقالتي منها، وانا الآن بصدد إدارة حوار مع مجموعة من الوجوه حول تأسيس تجربة سياسية أخرى مفتوحة على كلّ القوى والتجارب، وليست مرتبطة بايديولوجيات بل تعمل على بناء رؤية سياسية بإمكانها الخروج بالبلاد من هذه التجاذبات نحو أفق أفضل.
بماذا تفسّر عودة الدساترة وانضمامهم لجبهة دستورية وما موقفك من ذلك؟
ـ أعتقد انّ تراخي الحكومات التي تتالت بعد الثورة في تفعيل الآليات والمحاسبة الى حدّ الآن هو الذي دفع المنظومة القديمة لإعادة التشكّل والعودة الى تهديد المسار الانتقالي، وفي رأيي لا يمكن ان تنجح التجربة الديمقراطية في تونس إذ تمّ التنازل عن أهمّ مطالب الثورة وهي القطع مع منظومة الفساد والاستبداد السّابقين والذين يريدون العودة كأنّ شيئا لم يقع في تونس.. والذين يريدون العودة وكأنّ شيئا لم يكن، سيفشلون كما فشل بن علي عندما حاول قمع ثورة الحرّية والكرامة.
يبدو أنّك متفائل بنتائج الانتخابات القادمة وترى أنّ الدساترة سيرفضهم الشعب؟
ـ نعم ستثبت الانتخابات القادمة انّ قوى الثورة مازال بإمكانها ان تحظى بثقة النّاخبين أمام الدساترة فهم  يحاولون الاستفادة من الموروث البورقيبي وهم أول من خانوه عندما انقلب عليه بن علي لذلك فهؤلاء لا شرعية لهم لا اخلاقية ولا سياسية.
إذن انتم مع تمرير الفصل 15 من القانون الانتخابي وكلّ الفصول التي تمنع التجمّعيين من المشاركة في الانتخابات القادمة؟
ـ أنا أعتقد انه ما دامت التجربة الديمقراطية  لم تستقرّ في تونس فإنّنا مازلنا نحتاج لمثل هذه القوانين لتوفير شروط نجاح الانتقال الديمقراطي والخطر الأبرز على التجربة التونسية هو عودة المنظومة القديمة متمثّلة في قوى التجمّع المنحلّ ومنظومات الفساد.
ألم تتصل بك بعض الأحزاب للانضمام اليها بعد إعلان استقالتك من حركة النهضة؟
ـ نعم اتصلت بي عديد الأحزاب الوطنية المحترمة يدعونني للالتحاق بهم، وعلى الرّغم من انّ هذا الالتحاق سيمثّل حتما اضافة الى رصيدي السياسي الاّ  انّني خيرت التأنّي في هذه المرحلة قبل اتخاذ قراري النهائي، وانا صراحة اجد نفسي ضمن التيار الوطني الذي تمثله مجموعة من الأحزاب التونسية اليوم. اما عن  الموقع الذي سنشغله فان ذلك ما سيحدّده الحوار مع مجموعة من المناضلين السياسيين.
هل يمكن ان تذكر لنا أهمّ المشاركين في الحوار وتوجّهاتهم الفكرية؟
ـ في دائرة الحوار الذي يدور اليوم هناك 4 أنواع من المشاركين: نوع اول يتمثل في مستقيلين من حركة النهضة قاموا بمراجعات فكرية وسياسية ومجموعة ثانية استقالت من أحزاب اخرى وتبحث عن مشروع سياسي جديد تنتظم من خلاله في الساحة ومجموعة ثالثة من المستقيلين الذين لم تكن لهم تجربة سياسية وحزبيّة سابقة ومجموعة رابعة من النقابيين الذين يؤمنون بالعدالة الاجتماعيّة ويبحثون عن مشروع سياسي في هذا الإطار، كما لا أخفيك انّ هناك حوارات تجرى مع بعض القيادات في حركة النهضة الذين سيلتحقون بالمبادرة  قريبا .
ما موقفك من تنقل مجموعة من النواب الى وزارة الداخلية للاحتجاج على عملية ايقاف عماد دغيج؟
ـ انا أرى ان ّ تنقّل مجموعة من النواب للاحتجاج على تصرّفات اعوان الأمن إزاء مواطن تونسي مهما اختلفنا معه فكريا او سياسيا يدخل ضمن مسؤولياتهم المطالبين بها واذا قصّروا سابقا في التعبير عن تضامنهم مع ضحايا الارهاب والعنف السياسي فلا يجب ان يكون ذلك مبرّرا لإدانتهم اليوم في ما قاموا به.

حاوره: عبد اللطيف العبيدي